المقالات

الادارة….

التعريف الصحيح لظاهرة الادارة مهم على صعيد تلافي السلبيات وقصر النظر الناجم من ظاهرة السلطة، الادارة ايضا كما الثقافة، ظاهرة مستدامة في المجتمع واذا تعمقنا اكثر فهي تعادل الرقي الدماغي على المستوى الكوني والتركز على الحالة العصبية ضمن الكون البيولوجي بصورة خاصة، وتعبر الادارة عن حالة الانتظام في الكون حالة الهرب من الفوضى، والوضع الراقي لطبيعة المعاني ذات الذكاء المرن في المجتمع ليقتضي بدورة فن القدرة على الادارة، ومن الممكن تسمية الادارة على انها “العقل المجتمعي” ومن المهم في هذه الحالة تحليل مصطلحي الادارة الذاتية والادارة الداخلية.

فبينما تتقدم الادارة الذاتية بتنظيم القدرات الكائنه في طبيعتها الاجتماعية ومراقبتها وتؤمن بالتالي ضرورة المجتمع، وتضمن ماكله ومأمنة، فان الادارة الدخيلة تنشر عن نفسها كسلطة وتعمل على اغواء المجتمع المسلطة عليه (تحاول غسيل دماغة) لتتصدر بالتالي على حكمة بعد تحويلة الى مستعمرة، من هنا فالادارة الذاتية تتمتع بأهمية مصيرية بالنسبة لمجتمع ما وكيفما يستحيل على مجتمع يفتقر الى الادارة الذاتية ان ينجب التحول الى مستعمرة، فلا مفر من فناءه وزواله ضمن سياق الصهر والابادة كما طبيعي.

 تمثل الادارة الدخيلة على جوهر المجتمع اكثر اشكال السلطة طغيانا واستعمارا.

بناء عليه، فالمهمة الاخلاقية والعلمية والجمالية المصيرية وهي الاهم على الاطلاق بالنسبة لمجتمع ما، هي بلوغة قوة الادارة الذاتية، ومثلما لايمكن لمجتمع قاصر عن النجاح في هذه المهمة ان يتطور اخلاقيا وعلميا وجماليا، فأن تطوره وطابعة المؤسساتي السياسي والاقتصادي ايضا سيزول.

المهم هنا هو منع كفاءة الادارة من الانتقال لذاتها نحو شكل السلطة من جانب، وتصديقها حتى اخر رمق تجاه اللادارة من الجانب الاخر، وبقدر اهمية عدم تحويل الادارة الى سلطة وبقدر ما تعد بسلطة مناهضة للمجتمعية، فأن الادارة كفاءة وقوة مجتمعية بالمثل ومن دون القدرة الاجتماعية لن يحصل التطور الاخلاقي والجمالي والعلمي

 

جبهة النضال الديمقراطي

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى