المقالات

السبيل إلى منع التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي للعراق

أن معظم الدول التي تعاني من الانقسامات ، وعدم مقدرة قوى الداخل فيها على الاتفاق حول الحدود الدنيا من الشروط اللازمة لمنع التدخل الخارجي في شؤونها….معظم هذا الدول تصر على الاستمرار في التراجع وتعطيل خططها في التنمية المستدامة ،وتحقيق رفاهية شعوبها .
وان ذلك إنما هو نتيجة مؤكدة لضعف الجبهة الداخلية في تلك الدول بسبب .أما عمالة أو تخابر بعض من قوى الداخل مع دول الجوار أو القوى الكبرى المتصارعة على النفوذ العالمي. أو للسبب الأنف الذكر.
يحصل هذا التدخل بالخصوص في دول آسيا وإفريقيا الفقيرة وذات الأنظمة المستبدَّة غالبا. فليس أسهل على القوى الأجنبية من التوجه نحو التدخل المباشر أو غير المباشر لتأمين حاجاتها من الثروات والتمركز في قواعد عسكرية ومواقع استراتيجية .وذلك إنما يتم بالتواطؤ مع الأنظمة الحاكمة الضعيفة ، والتي غالبا ما تحتاج الحماية من الخصوم في داخل بلدانها.
قديما كان الغرب وحده يلهث وراء خيرات العالم الفقير وقد استنزف منها ثروات طبيعية هائلة. أما اليوم فقد دخلت على الخط قوى جديدة ممثلة في الصين وروسيا وتركيا وحتى الهند.
هناك طريقة للحصانة من هذا التدخل وليس منعه، ويتمثل في تقوية الجبهة الداخلية عبر التصالح مع الشعوب والمكونات التي يتشكل منها نسيجنا الاجتماعي العراقي ، وذلك بإنقاذها من براثن الفقر والطغيان السياسي والأمني والاقتصادي.
أن الخيرات والموارد الطبيعية للدول تحتاج معها القوى الدولية الكبرى إلى الانتشار والسيطرة عليها عبر العالم ، وفي خضم بحثها عن الانتشار فهي تبحث باستمرار عن حلفاء وشركاء في العالم الثالث ممثلا في إفريقيا وآسيا، وغالبا ما تلجأ الدول الاستعمارية إلى وسائل الإغراء والترهيب في ان معا. سلاحان لا يتركان للطرف المقابل مساحة للحركة، بسبب ظروفه الداخلية التي غالبا ما تكون هشّة بسبب التخندق العرقي أو الطائفي . مما يجعل الأمر سهلا على قوى الاستعمار والهيمنة للاستحواذ على مقدرات وموارد الدول.
لحد الآن أخذ التدخل الخارجي في شؤون الدول الضعيفة شكلين: ضغط اعلامي على شكل بيانات ابتزاز ، تنديد وتوجيه، وتحرك عملي ميداني، سرِّي أو علني، فعندما تتأزم الأوضاع. يمتلك قادة الدول المستهدفة في العادة القدرة على النفاق والمداهنة تارة ، وتارة اخرى يلجأون للعنتريات الاعلامية المفضوحة حفاظا على انظمتهم الحاكمة، وسمعتهم الشخصية، لكنهم غالبا ما يفشلون . فيضطرون للتوسّل والتفاوض السري.
الجدير بالقادة العرب وقادة الشعوب في منطقة الشرق الأوسط . أهمية إدراك أن التدخل الأجنبي في شؤونهم يصبح أمرا لا مفر منه في ظروف داخلية معيَّنة متوفرة حاليا في أغلب الدول العربية ودول العالم الثالث ، ومنها العراق . فعندما تكون الأحزاب السياسية القائمة على المكوناتية ، واعتماد نظام المحاصصة في إدارة شون الدولة .فإن هذا يعني بأنك في صراع مع نصف شعبك أو كله، واقتصادك على وشك الانهيار وشعبك لا يحلم إلا بالهجرة ، وأجهزتك عاجزة عن بسط سيطرتها الإيجابية على البلاد، وعندها ستفقد تلقائيا حقك في رفض التدخل الخارجي ، وفي هذه الحالة أنت توفر اسبابا مثالية لتدخل الأجانب في شؤونك وخصوصا دول الجوار، ولأكثر من سبب ، وسيأتيك مَن يزعم أنه يريد التصدي لخطر الإرهاب والجهاديين الذين غالبا ما تستخدم ورقتهم كأداة للضغط والابتزاز، وحتي احتلال للأرض ،
لا توجد دولة عربية واحدة تستطيع الصمود في وجه كل هذه الضغوط المستمرة والمتنوعة. ويصعب إيجاد دولة خالية من شروط وإغراءات التدخل الأجنبي فيها.
بعض الدول العربية تتوفر فيها الاسباب كاملة، وأخرى تتوفر فيها بعض مكونات هذه الأسباب.فالإشكالية في موضوع التدخل الأجنبي هو أنه ورقة ابتزاز ومساومة ومعطل لعملية العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية التي من المفترض أنها قد انجزت الان في العراق بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن على زوال النظام الدكتاتوري ، والسؤال المطروح هنا هو : مالحل …؟ وكيف يواجه العراق حكومتة وشعبا التدخلات الخارجية في شؤونه الداخلية…؟
والجواب عندنا في جبهة النضال الديمقراطي هو : هناك طريقة للحد من هذا التدخل وليس منعه ، ويتحقق ذلك عبر تقوية الجبهة الداخلية ، ومن خلال التصالح مع الشعوب والمكونات العراقية دون تمييز ، والعمل الجاد في سبيل انقاذها من براثن الفقر والطغيان السياسي والأمني والاقتصادي ، فنحن عندما نناضل في( جبهة النضال) من اجل التحول الديمقراطي والذهني لدى شبيبتنا ، والأخوة بين مكونات الشعب على قاعدة العراق الفدرالي الاتحادي .
فانما نناضل من أجل ترسيخ مبادئ وقيم الوحدة الوطنية ، والمواطنة المتساوية لجميع مكونات أمتنا العراقية بكل مكوناتها الكريمة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية ، نحن ندعو أبناء أمتنا الديمقراطية أن ترفض وتتصدى لكل أشكال الاحتلال ، والتمييز العرقي ، الديني أو الطائفي . وبناء علاقتنا الدولية والإقليمية على أساس قواعد الاحترام المتبادل ، والمصالح المشتركة ، وحسن الجوار.وصولا إلى التنمية المستدامة ورفاهية شعبنا بما يتناسب مع مايتمتع به من موارد طبيعية هائلة وطاقات بشرية ذكية ومبدعة ،
حينها سوف لا يجرؤ أحد أو يفكر في التدخل في قضايانا الداخلية ، والتي نحن اولى بحلها مهما عظمت .

اسعد العبادي
21.اذار.2024

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى