المقالات

البعد الأخلاقي والجمالي :

كي يقوم الانسان بتصور الكون دخل في البحوثات والخيالات المتعلقة بالأخلاق والأستتيك (السكون المتزن)،ان العلاقة ما بين هذه القيم كانت وثيقة على شكل دائم. الأخلاق أو التقرب الأخلاقي يعني البحث الدائم عن الأصح والحياة الصحيحة وكيفية الجواب عليها يتوقف على معنى كيف يجب أن يعيش الانسان وما هي القيم التي يجب أن يتبناها في حياته؟ أما الأستتيك فيعني البحث عن الجمال والخلق والابداع حسب قوانين الجمال وتبني ذلك في الشخصية، بهذا المعنى فإن الأخلاق والاستتيك فيهتمان بالحياة وكيفية تنظيمها، تبني الأسس القواعدية لحياة الانسان، ويعطيان المقاييس للقيم التي يخلقها الانسان. أبدى الإنسان في المجتمع الطبيعي احترامه ومحبته للطبيعة وتوحد معها، وبنيت علاقة متوازنة بينهمما أما مع تخريب التوازن في هذه العلاقة فانه يعرض الأخلاق والأستتيك للتخريبات الفظيعة ضمن المجتمع على يد الحضارة الرأسمالية.

المرأة المرتبطة بالحياة وتعشقها تحاول دائماً أن تعطيها المعنى وتجملها وتتحمل مسؤلية ذلك. من هذه الناحية فإن مسؤولية المرأة تجاه الحياة قياساً بالرجل تكون أعظم وأكثر جدية، وهذا نابع من أن المرأة هي التي خلقت مقاييس الجمال والأخلاق، وهي صاحبة ارتباطات لا يمكن قطعها من هذه القيم. فمن المبادئ الأساسية للمرأة هو تجميل الحياة وإكسابها المعنى والعيش بتلك المعاني، وقتذاك يمكنها اعطاء جواباً لسؤال كيف نعيش؟. كي يتم العيش بمبادئ الأخلاق والجمال يوجد حاجة للشخصية ذات الوقفة الطبيعية التي تستند إلى المجتمع الطبيعي ومبادئه الأساسية فالحضارة الرأسمالية لم تترك في الشخصية خصوصيات المجتمع الطبيعي، والذهنية التسلطية التي تطور مفهوم الملكية الفردية حب الذات، بهذا فهي تبعد الفرد عن أهم خصائصه المجتمعية تلك وجعله عنصر الدعاية والتجارة، مفعم بالأفكار القوموية والجنسوية لذلك فإن الشخصية الطبيعية تتحقق بالوقفة الأخلاقية والوعي السياسي، ولا يمكن بناء الشخصية الطبيعية بالمواقف التسلطية أو العبودية الاستسلامية بخصوص الأخلاق والجماليات تحتاج المرأة لوعي وتنظيم قوي بتقربات أكثر اهتماماً ورغبة في التعلم والمعرفة وبروح مسؤولية عالية والوصول إلى معنى الأخلاق والجمال.

المرأة التي تتعمق في معنى مقاييس الأخلاق والجمال في فهم الحياة والجمال تحقق التوازن والوئام في ذاتها أيضاً. من الضروري أن يتحقق الوئام بين شخصية المرأة وبدنها ضمن حركة أو تنظيم طبيعي. المرأة التي تحلل الذهنية الجنسوية المؤثرة على المرأة والمجتمع وفي ذاتها قادرة على التخلص من تلك المواقف الجنسوية لتمثل نهج الحرية. لهذا سيتم التخلص من كافة المواقف والتعريفات الجنسوية ذات الطرف الواحد. المرأة التي لم تجمل أفكارها وروحها وذهنيتها ونفسيتها من غير الممكن أن تكون جميلة أو تتحرر كي تجمل الحياة من حولها أيضاً.

في يومنا هذا أصبحت المرأة الوسيلة الأساسية للتبضع عن طريق الموضة وغرف التجميل النسائية في ظل النظام الرأسمالي. حيث تم وضع سعراً خاصاً لكل جزء من جسد المرأة. الأفلام وبرامج التلفزيون والدعايات، من الوسائل الأساسية لتبضيع المرأة. بهذا تتعرض المرأة للكثير من الأمراض النفسية والجسدية وتتخرب طبيعتها. يتطلب التشهير بهذه السياسات التي تحط من مكانة المرأة وتستصغرها، كما يجب مقاومتها عن طريق بناء تنظيمها وتفعيل سياستها الديمقراطية البديلة لها.

 

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى