المقالات

العالم يتضامن مع الشعب العراقي ضد سياسة تركيا العدوانية..!!

لقد اصبحت سياسة الدولة التركية واضحة ومكشوفة لدى كافة شعوب المنطقة والمراقبين والمهتمين بمتابعة السياسة التركية وعلاقتها مع دول الجوار التي تعبر وتتماهى مع مواقف الدول الاستعمارية وان ذلك يتمثل في ترجمة ذلك من خلال توتير العلاقات بين العراق وجيرانه والابقاء على الانسداد السياسي والفوضى المستمرة وهو ما ترغب به القوى السياسية الاستعمارية..

هذا من جانب ومن الجانب الاخر اعتمدت تركيا بالتمهيد للاحتلال سياسة الترهيب ضد  السكان في المناطق المتاخمة للحدود مع تركيا والمتمثلة في اراضي اقليم كردستان وجنوب تركيا التي ذهبت جراء الممارسات الوحشية للحكم التركي مئات القرى التي تعرضت للتهديم على رؤوس ساكنيها.. ان تركيا تلجأ الى اساليب ترهيب اخرى مثل الارهاب الفكري الذي تستخدم معه الثقافة العرقية والطائفية للتفريق بين مكونات الشعب المتاخية تمهيدا للاحتلال الذي اصبحت الدولة التركية تعبر عنه بدون حياء عن لسان مسؤوليها الكبار وعلى راسهم اردوغان علنا بان لواء الموصل هو ارض تركية على سبيل المثال.. وان تركيا لا يروق لها الاتفاق بين العرب والكرد انطلاقا من ايمانها بان ذلك لايخدم مشروعها التوسعي  ولاينطبق على نوايا مد تركيا باسباب الثروة والهيمنة وضمان امن وبقاء حلف الناتو قويا لكن بثروات العراق المنهوبة..!!

هذا بالضبط ما تنوي تركيا فعله في العراق انسجاما مع مشاريع الدول الاستعمارية وعلى راسها الولايات المتحدة وحلفائها في اوربا ومنطقة الشرق الاوسط لهذا اختارت هذه الدوائر تركيا بالذات لكونها بلد “مسلم” وهي تستطيع بالنيابة القيام بهذا الدور افضل من القوى الاستعمارية كونها قد تلقى بعض القبول من لدى شعوب المنطة المخدوعة بأسلامية النظام التركي بقيادة العدالة والتنمية وزعيمها الاوحد اردوغان.

ان الجريمة التي حدثت في احدث منتجعات زاخو في محافظة دهوك والتي راحت ضحيتها العشرات من المواطنين الابرياء.. هذه الجريمة التي هزت الضمير العالمي واوجعت العراقيون في الصميم هذه الجريمة لانستطيع الا ان نقول بثقة بانها تندرج ضمن مشروع الترهيب الذي يستهدف بث الرعب في نفوس الناس تمهيدا للاحتلال والنوايا والاحلام المريضة التي تشغل بال الحكام الاتراك…!! وان العلاقات البينية مع التركمان والمكونات الاخرى، هنالك ايضا مشروع تركي يستهدف الشعب التركماني وذلك عن طريق التفريق بين التركمان انفسهم كعرقيات واثنيات متناحرة..

وفي المحصلة فان الحكم التركي يعبر عن كراهية لكافة القوميات والاثنيات في المنطقة من خلال الدعوة لتغليب الثقافة الطورانية وتمجيد الماضي العثماني الذي اذاق شعوب المنطقة الامرين حيث عاشت هذه الشعوب اسوء مراحل تاريخها تحت ظل الحكم العثماني الذي جثم على صدور الشعوب لاكثر من اربعمائة عام سوداء..

 نستقرأ ونستنتج من خلال متابعتنا للسياسة التركية يانها بدات تخطط للمرحلة الاولى وتستهدف احتلال ولاية الموصل القديمة وان تضم محافظات: كركوك ، موصل، دهوك، اربيل، سليمانية، اما المرحلة الثانية فانها تستهدف التوغل جنوبا باتجاه: بغداد ، صلاح الدين، الانبار، ديالى، واما المرحلة الثالثة فانها ستكون باتجاه محافظات الفرات الاوسط والجنوب وصولا الى البصؤة وشط العرب وتكون بذلك قد بسطت سيطرتها على كامل التراب العراقي الذي سيكون بمثابة المعين الذي لاينضب لمدها بالثروات التي تزخر بها تلك التربة… ونقول ايضا ان جملة الوسائل التي اتبعتها تركيا لجعل العراق في المستقبل يتقبل فكرة الدمج مع تركيا وان يتقبل فكرة الاحتلال المبيته منذ عقود ضد شعبه الذي غيبته عن ادراك الخطر الداهم حكوماته المتعاقبة منذ 1958 والى هذا اليوم ان من اهم وسائل تركيا هي هستيريا تركيا في بناء السدود على نهري دجلة والفرات ليجد العراق نفسه ذات يوم يبحث على منقذ وعندها سيكون ذلك المنفذ هو تركيا “جارتنا المسلحة”.. فهل يمكن الحديث عن مشروع يستهدف وجود شعب اخبث من هذا المشروع وابشع..؟؟!!

ان ردت فعل الشعب العراقي وما رافقتها من تعاطف عالمي رسمي وشعبي ما هو الا دليل على رفض وشجب هذا الشعب للمشروع الاستعماري التركي الذي يستهدف العراق ووحدة شعبه واراضيه وان الجريمة المروعة بحق الابرياء من ابناء هذا الشعب قد شكلت منعطفا نوعيا لكل مكوناته الكريمة قد باءت جهودها وبرامجها التي كلفت الكثير من الجهد والمال وشراء الذمم بالخسران المبين .. ونحن ندعوكم ايها الاحبة من ابناء وبنات شعبنا العراقي الكريم لمزيد من الوعي والثقافة الوطنية فأننا في ذات الوقت ندعو ايضا كافة شعوب المنطقة ان تتكاتف من اجل الدفاع عن وحدة مصيرها المشترك ضد المخططات الاستعمارية التي تستهدف وجودنا كشعوب متاخية وتهدف ايضا لتدمير تاريخنا المشترك. 

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى