المقالات

   أختلاف الأراء بين الإجيال

أن مستوى التطور الذهني لدى كل أنسان يحدد مستوى مكانته بين المجتمع. لكل أنسان طموحات ورغبات يقتفي أثره ليحققه واقعا ملموسا نظريا وعمليا، هذا ما أن تنصب  في خدمته الذاتية أو في الخدمة العامة أو كلى الطرفين يأخذان نصيبهم من ذلك. من الطبيعي أن تظهر إختلاف في الأفكار و الأراء لدى كل جيل مثلا : لو يكون تفكير جميع البشر في نقطة إنطلاقة واحدة وفي نفس المستوى ذلك يعني أنهم جيمعا طبع نسخة واحدة وهذا لا يجوز أبدا، لأن خلاية عقل الإنسان في حالة تقدم وتطور دائم أي في حركة حيوية مستمرة، ولكي يستمر الحياة حسب القوانيين الديالكتيكية، لا بد من إختلاف الإراء والإفكار. شرط أن تكون على أساس مبدأ الإخلاق والإحترام تجاه بعض. وليس تقرب بشكل الأستهزاء وسوء أو التصغير من شأن البعض، كما أن للزمان والمكان الدور الأساسي في حياة الأنسان إلى جانبه ظروف البيئة وحالات المعيشة. أما العائلة التي تعتبر الخلية الأساسية في بناء المجتمع، والأم هي ملكة في مملكة الخلق والتنشئة والتربية. كما يدعى هذه الأسى في الحقيقة لاشيء . أن إنسان القرون الوسطى لا يستطيع النفور في حياتنا المعاصرة إلا وهو أبعدما يكون عن الوحشية والفزع والهمجية كل زمن وكل حضارة وكل عادة وتقليد له طابعه الخاص بلينه وقساوته وجماله ووحشيته تعتبر الحضارة عندئذ  بعض الألام بدهية فتحمل بعض الإضرار بصبرا وتكون الحياة البشرية في العذاب الحقيقي أي عذاب الجحيم عندما تقع بين زمنيين وحضارتين ودينيين تتصادم مع بعضها البعض أن الإنسان القرون الوسطى لا يكاد يختنق من اللوعة والألم كما تكون حالة البدائي المتوحش في مجتمع متحضر أو هناك بعض الأوقات يكون فيها الجيل بين الزمنيين وبين نمطين من العيش تضيع فيها كل عادة وكل بداهية والأطمئنان والبراءة . بالطبع لا يشعر كل إنسان بنفس المرارة . فمثلا: طبيعة نيتشة قد سبقت الألام اليوم بأكثر  من جيل إذا كان ما يتمتع بها نيتشة عند وحدته وعدم فهم الناس له، تتألم منه ألاف في يومنا هذا.

 النقطة المهمة هي أن  لكل جيل طابع خاص في التفكير والتحليل والتطور، ليس من ممكن أن يسير مرحلة جيلين في نفس صورة ، لذا نرى من خلال مسيرة التاريخ إلى يومنا، صراع دائم لأجل ماهية الوجود الحد الفاصل بين القديم والجديد يظهر إعراض مرضية . لأن القديم يحافظ على أستمرا  رية وجوده كهوية ذات كيانٍ. الجديد لحد أن يولد ويثبت إقدامه على الأرض يعاني من الآم ومخاضات كبيرة . حينما يولد يعاني المصاعب في كيفية شق طريقه بنفسه ،  محاولا أن يكون ذ و كيان مستقل ولكن؟ القديم والجديد لا ينفصلان عن بعضهم البعض لأن كل عقد يعيش ويستمر على ميراث سلفه ، الحاضر لا ينفصل عن الماضي والمستقبل لا ينفصل عن الحاضر. الأنقطاع عن الماضي يعني الإنقطاع عن التاريخ.

الكبار الذين يصلون إلى عمر ما فوق الأربعين أي الذين يصلون إلى سن الكهولة يتكون لديهم مستوى فكري ونضوج كلي ، أي أنهم يصلون إلى ثمرة أفكارهم بشكل جيد من العلم والمعرفة ، هذه بدرجات متعددة النتائج والتطور الذهني يتكون لديهم قدرة جيدة من تجار ب الحياة. لذا ، كثيرا ما نجدهم لا يؤمنون بكثير  بقدرات الشبيبة ولا بتفوقهم عليهم ويفضلون دوما أن يتم الإستشارة بهم في أي مسألة يكون، بدون رد الإعتبار لهم . دون مراجعة أنفسهم ، بأنهم أيضا كانوا من نفس الحدة مع الجيل الذي سبقهم إلى الركب الحضاري .

لأن الصراع الذهني لا يسير متماشيا مع القيم المعنوية. فإذا ما لم يتواكب المعنويات والإخلاق مع الذهنية، سيكون ثمة شكوك وريبة في الحصول على النتائج أو تأمين ديمومتها. فخبرات المسنيين ودينامكية الشبيبة ظاهرة تفرضان وجودهما في كل فترة من فترات التاريخ . من فلح في إقامة أواصر السليمة بين ظاهرتين في مسيرته كانت نسبة النجاح فيها مرتفعة في كل زمان .

أما الفئة الأخرى التي تتغلغل وتثور الدم في عروقهم ولا تهدأ لهم سكينة، ولا يعرفون شيء أسمه (المستحيل) بقوتهم الذاتية وعنادهم وإصرارهم الكبيرين يتجاوزون جميع العقبات والمصاعب حتى يصلون إلى ذروة مبتغاهم، يحلمون أن تفتح لهم الدنيا ذراعيها، والأبواب على مصراعيها، ويكونون إحرارا ، ذو كيان مستقل بدوت أية قيد أو شرط لأنهم الديناميكية المحركة والدافعة بالمجتمع إلى التقدم والتطور. الشبيبة كمادة خامة بحاجة إلى التدريب السليم ذلك من خلال التعليم العلمي، الفكرية، التقنية بالأضافة إلى الفن والرسم والموسيقا الثقافة والأدب إلى توجيهات صحيحة. ولكن …؟  النظام تقيدهم بقواعد وقوانيين عائلية ، عشائرية ، دولتية. هذه الأنظمة لا تدع المجال لأجيال الصاعدة أن يتصرف كما يرغبون ولا في صرف جميع طاقاتهم وإمكانياتهم بكامل حريتهم في خدمة المجتمع .  من المهم الأقتراب بخصوصية أكبر من فئة الشبيبة، خلال الكفاح الديمقراطي للمجتمع، حيث تبقى الشبيبة وجها لوجه أما م كمائن كبيرة ومنصوبة لها على درب مجتمعها. إذا تمت من جانب أول مشروطيات المجتمع الذكوري السلطوي التقليدي، ومن الجانب الثاني. تتخبض تحت عبئ المشروطيات الأيديولوجية لنظام الرسمي مع ذلك فهي تتمتع ببيئة ذات ديناميكية منفتحة لكل جديد . إنها عزة لأبعد الحدود لمجريات الحاصلة وبعيدة كل  البعد عن كشف ما يرسم لها تأثير مجتمع المسنيين لا تستطيع ألتقاط أنفاسها تجاه الألاف من المكائد والحيل. النظام التي تسلب العقول. في الأثناء عندما يجد الشبيبة ما يعيق دربهم ولا يستطيعون الوصول لنتائج متطلباتهم يلجؤن إلى وسائل عديدة كالفردية ، الأنانية ، إلى ردة فعل وإنحراف أو ‘إلى تمردات مختلفة وكبيرة جدا.

الأطفال فلهم عالم خاص أي منذ اليوم الأول لمجيئهم إلى الدنيا إلى ما قبل سن البلوغ ، لهم مستوى ذهني محد د لذا يتطلب مراعات ظروفهم وحالاتهم الفيزلوجية والسيكولوجية والفكرية. لهم أحلام طفولية متنوعة ، كما لهم طموحات كبيرة في الحياة . هكذا يكبرون ويقتفون أحلامهم ولكن عندما يصلون إلى حدا يجدون أمامهم فروقات وفواصل تعيق مسيرة تحقيق ما يطمحون إليها جراء تقربات العائلة أي ” يجب أن تسير وفق قانون المرسوم والموروث من الأباء والأجداد” حالة الأطفال مثيلة لها فالأسلوب التعليمي الأساسي الملقن لهم هو العنف بينما تماما أن الطفل مروض والمربي على العنف سينتظر منه السلوك ذاته عندما يكبر. في هذه النقطة نجدهم يدخلون في تناقضات مع نظام العائلة وتضغط عليها . في النتيجة ماذا يظهر؟ أما شخصية متمرد ة أو مطيعة أو عديم الإرادة أو منحرف . في النتيجة يؤدي إلى الهروب من الواقع من النظام والبحث عن سبل إخرى عن رغباته وطموحاته.  الضغط والكبت خلافا إلى الفارق الجنسي بين الذكر والأنثة يؤدي إلى نقص في تطور الخلايا العقلية.

لن تزدهر الحياة إلا بالنسل الجديد سواءا على الصعيد البشري والأيكولوجي “الفكري”.  

               

 

 

                     

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى