المقالاتمنوعات ثقافية

الشباب هو نارٌ تحت الرماد 

لقد شهد القرن العشرين الذي كان يرقص على برميل من البارود العديد من التطورات و الأحداث ، كما شهد تناقضات أقتصادية و سياسية و إجتماعية دون أن تأخذ أغلبية تلك التناقضات نصيبها من الحل ليس هذا و حسب بل و أفرزت صراعات و حروب مريرة فرغم الجهود المبذولة و النضالات المختلفة لم يتم التجاوب مع متطلبات المجتمعات الموجودة على أرض المعمورة إنطلاقاً من هذه الحقيقة البارزة نرى أننا مضطرين لخوض نضال دؤوب بما يزيد عن المراحل السابقة أضعافاً مضاعفة، و تعتبر هذه النضالات و الأنشطة من الحاجات الضرورية التي تفرض نفسها على المجمتع بشكل عام و الفرد بشكل خاص، ومن هذا المنطلق لا بد من تغذية الذات بقوة أيديولولجية و سياسية كفؤة، و ذلك لإيصال الجهود المبذولة لغاية اليوم إلى مستوى قادر على التجاوب مع متلطبات الشعب و لا سيما البناء المستمر و ذلك للحد من أن تذهب تلك الجهود ادراج الرياح.

نظراً  للتطورات التي طرأت على الساحة العالمية بشكل عام و المنطقة بشكل خاص تقدمت جبهتنا أيضاً لاجراء تغييرات استراتيجية ة التي كانت حاجة ماسة او أمراً لا مفر منه. فهذه التغييرات الإستراتيجية التي تستهدف بناء نظام ديمقراطي عادل مبني على المساواة، و كذالك تحقيق الفيدرالية في العراق ومنطقة الشرق الأوسط التي هي بأمس الحاجة إليها، وتحتاج إلىقوة الديناميكية المتينة و المنظمة. دون شك تكمن هذه القوة في المجتمع نفسه ومن ضمنه تقع هذه المهمة التاريخية على كاهل فئة الشباب المميزون بدورهم التاريخي عبر المراحل التاريخية المنصرمة. لأنهم “الشباب” وهم المحرك الأساسي لتطور المجتمع.

إنطلاقاً من ذلك فمن الأهمية بمكان الإشارة إلى الدور الذي يقع على عاتق الشباب، و خاصة في المرحلة الراهنة فالشبيبة إذاً هم المفتاح الرئيسي لتحقيق الأهداف التي يسعى إليه المجتمع.

و كما ذكرنا آنفاً فإن الشبيبة هم الضمان الوحيد لتحقيق الديمرقراطية و السلام كما هو الأمر بالنسبة للمرأة لذا لا بد من القيام بالدور الطليعي الذي أوكلة لهم التاريخ بل و لا بد أن يحتل المرتبة الأولى في الأنشطة الديمقراطية التي تخدم الأنسانية. لأنها من الأنشطة التي توافق مصلحة الشباب و المجتمع بكافة شرائحه و فئاته.

فمنطقة الشرق الأوسط التي تمتد جذورها من أولى الحضارات التاريخية، و التي احتلت المرتبة الأولى في ايصال البشرية إلى هذا المستوى الحالي لما لها من مزايا و خصائص بناءة نراها اليوم قد بقيت وجهاً لوجه مع المشاكل و المسائل التي لا يمكن حلها، و كما هو معروف أن السبب الأساسي وراء كل هذه المشاكل هي السياسة التي يمارسها الغرب بعد أن اصبح السبيل أمامه سالكا لاستغلال كل ممتلكات المنطقة المادية منها و المعنوية، و عليها كرس كل جهوده في سبيل اكتساب نموذج يوافق مصالحه في الشرق الأوسط كما وخلق ذهنية تخدم سياسته و مصالحه لذا شهدنا بأم أعيننا أن أغلبية الإيديولوجيات التي ظهرت في الشرق الأوسط لم تتمكن من أن تخدم مصلحة شعوب المنطقة بصورة مرجوة إنطلاقاً من هذا يستدعي الحاجة إلى خلق ذهنية جديدة في انسان الشرق الأوسط ليتمكن من خلالها التبني للقيم الأنسانية التي باتت تنجرف مع أدراج الرياح دون شك هذا ليس بامر مستحيل، ولأن الفكر الذي ينتج التكنيك المتقدم لابد و أن يخضع التكنيك الى خدمة الإنسانية أيضاً. وبناء على ذلك نجدد القول بأنه باستطاعة فئة الشباب تغيير وتحويل مسار التطورات الى الأفضل و الأسمى.

فكما لعب مركز الزقورات في  العهد السومري  دور نشر الفكر و الإيديولوجيا، و نجح في تنظيم المجتمع السومري آنذاك ولو بصورة بدائية. يمكن كذلك لفئة الشباب أيضاً تنظيم و بناء أنفسهم و تجديدها في مركز الشرق الأوسط وعليهم التقدم نحو بناء مجتمع موحد يسوده الإخاء و المساواة بين سائر الفئات و الشرائح الاجتماعية. دون أن يلتفت إلى التفريق و التمييز بين الشعب، بل السعي وراء بناء الأخوة بين الشعوب العربية و الكردية، التركية و الكردية الفارسية ” إيرانية ـ كردية”. لأن وحدة الشعوب هي التي تبني المستقبل المشرق. فعلى سبيل المثال: لقد تمكنت الفئة المثقفة الغربية من تحويل عصرٍ يسوده الظلام إلى عصر النهضة و التنوير رغم الظروف القاسية التي كانت تطغى على واقع المجتمع كما ان كافة الجهات إنطلاقاً من هذا المثال الحي يمكن لفئة الشباب في الشرق الأوسط القيام بدور يفوق الدور التاريخي الذي قامت به الفئة المثقفة الغربية، و ذلك بتحقيق النهضة في منطقة الشرق الأوسط كذلك، و إيجاد الحلول لكافة المشاكل التي تشكل عقبات أمام التطور الإنساني و إن ذلك ممكن من خلال بناء الشخصية ذات الذهنية المعاصرة.

بناءً على كل ما ذكرناه، ينبغي أن تقوم فئة الشباب بثورة ذهنية لأن تحقيق هذه الأهداف العظيمة التي تخضع لمصالح الإنسانية مرهونٌ بتحقيق هذه الثورة كما عليهم تبني للنهج الجديد الذي ينطوي على بناء إنسان معاصر بفكر معاصر. و على هذا الأساس سيكون المستقبل المشرق أقرب من أي وقت آخر لإنساننا و مجتمعنا. و على هذا الأساس نوجه نداءنا إلى كافة الشباب و في المقدمة الشباب  في كل مكان و اين ما كان بأداء هذا الدور و المهام التاريخية.

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى