المقالاتالنشاطات

دور الشباب في تنمية الحياة السياسية

لا يربط الكثير من الشباب العراقيين بين العمل السياسي وبين تحسين أحوالهم الاقتصادية، فالعلاقة بين توسيع قاعدة القرار وبلورة مؤسسات فاعلة في الدولة وبين التنمية الاقتصادية الفاعلة والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص لا تزال غير واضحة لدى بعضهم.

إذا أخذنا بعين الاعتبار ان سبعين بالمائة من الشعب العراقي عمره اقل من ثلاثين عاما، لا ندرك فقط ان مستقبل البلاد بأيدي هذا الجيل الجديد، بل وتقع علينا مسؤولية تشجيع هذا الجيل لتطوير قدراته المعرفية وتعليمه أهميه العمل الجماعي وبلورة مطابخ لإنتاج القيادات المدربة والمتسلحة بالمعرفة والخبرة والحكمة وعناصر القيادة وذلك لحثه على الانخراط في العمل السياسي في سن مبكرة.

لكن هذا للأسف الشديد ما يزال بعيد المنال عن واقعنا العراقي. فبالرغم من جهود مشكورة لتدريب الشباب على الحياة العامة والتي تبذلها بعض الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، الا ان العديد من مؤسساتنا، وبالأخص جامعاتنا، ما تزال تحذر الشباب من الانخراط في العمل السياسي عموماً والحزبي خصوصاً، وتهددهم بكافة أنواع العقوبات ان فعلوا ذلك. كما ان لقمة العيش أصبحت الهم الرئيسي لدى الكثير من ابناء وبنات الجيل الجديد ما جعلهم يحجمون عن العمل السياسي وبالأخص الحزبي.

أجل، ربما في واقعنا العراقي نجد أن الكثير من الجهات السياسية أو الحزبية مرتبطة بهذا الطرف الخارجي أو ذاك، وهذا ما يُضعِف الأمل ويزعزع الثقة بهم وبإمكانية إيجادهم للحلول الجذرية والمستدامة للعراق.

لكن في مقابل كل ذلك، هناك ايضا العديد من ابناء وبنات الجيل الجديد ممن لم يعودوا يقبلون العيش بنفس الشروط التي قبل بها آباؤهم وأمهاتهم، وممن يصرون على أخذ زمام المبادرة وعدم انتظار الجيل القديم ليتمنن عليهم بمكاسب تجميلية أو مشاركات رمزية في الحياة السياسية الا ان جبهة النضال الديمقراطي لم تنتظر موافقة من أحد، بل بادرت لتشكل مساحة للشباب تتعلم وتدرب وتقوم بأنشطة لخلق قاعدة شبابية تكون عمادا للجبهة بينما يشق طريقه في الحياة السياسية العراقية.

وقد بادرت الجبهة لتثقيف نفسها وتوضيح مفاهيم الدولة المدنية الديمقراطية وتوفير مساحة آمنة للشباب وبلورة قيادات الجبهة الحالية والمستقبلية بعيدا عن اللغط الذي يصر عليه البعض الذي لا يريد تطوير حياة حزبية حقيقية في البلاد.

في هذه النقطة بالذات، نود الإشارة إلى الدور المحوري والاستراتيجي الذي يمكن للفتيات والشابات بصورة خاصة أن يلعبنه على هذا الصعيد. فالمرأة ميالة أكثر بطبيعتها الفيزيولوجية والسيكولوجية إلى الأمان والاستقرار والسلام. وهي أقرب إلى تحقيق العدالة عموماً والعدالة الاجتماعية خصوصاً. لسنا نحن من نزعم ذلك، بل هناك الكثير من الدروس والبحوث التي تؤكد على ذلك. كما إن الكثير من التجارب العملية للعديد من الحركات والتيارات البارزة والفاعلة في منطقتنا تؤكد صحة هذه الفرضية. من هنا، فعلينا نحن الفتيات الشابات أن نعرف مهامنا، وأن نتحمل مسؤولياتنا وأن نتكفل بتطبيقها ومتابعتها بنشاط دؤوب وبلا كلل أو ملل، حتى نتمكن من أن نكون أصحاب الكلمة الفصل والفيصل في ما يتعلق بكافة مجالات الحياة في العراق.

وفي هذا السياق، نستطيع القول أن الجيل النسائي الجديد بصورة خاصة، والجيل الشبابي الجديد بصورة عامة، إنما يمثل أفضل وسيلة لكسر ثنائية السلطوية المدنية والسلطوية الدينية، وبلورة طريق ثالث يؤمن بالتعددية الحقة وبالمدنية الديمقراطية التي تحمي حرية الاعتقاد وتمنع تغول أي جهة على جهة أخرى وتعمل من اجل سيادة القانون على الجميع وبلورة مؤسسات الدولة الراسخة والفاعلة وترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية للجميع.

بالتأكيد، فإن تحقيق ذلك سيحتاج وقتاً ليس بالقصير، حتى تنضج بدائل ديمقراطية، ولا بد للجيل الجديد ان يخوض معركة التعددية والديمقراطية، لصنع قوى تغييرية كطرف ثالث قابل للاستمرار ونابض بالحياة. وستكون العقبة الأكبر في طريق هذا الجيل هي كيفية بناء هياكل سياسية تعتبر التنوع والتعددية أموراً ضرورية للاستقرار والازدهار.

وأخيراً وليس آخراً، نود القول أن هذه المهمة ليست أهلا لأصحاب القلوب الضعيفة أو للأشخاص الذين يستسلمون عند اول عقبة، فليست هناك طرق مختصرة للديمقراطية والازدهار. ولكن مجموعات كـ “جبهة النضال الديمقراطي”  تعطينا الأمل ان هناك من الشباب من يبادر ويأخذ زمام الأمور ويخطط من اجل مستقبل أفضل له ولجيله

لجنة المراة 

جبهة النضال الديمقراطي

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى