المقالات

المرأة الحرة تعني المجتمع الحر

عندما نريد معرفة الواقع الذي كان يعيشه المجتمع العراقي وإلى يومنا الراهن علينا تحليل واقع المراة والوطن فكلاهما المنتج المعطاء والحامي لكل ماهو جميل.

تواجدت المرأة بشكلها الطبيعي في اي مجتمع يكون نتيجة لحياة طبيعية مفعمة بالأخلاق المجتمعية. كلوحة الالوان الجميلة، التي تعبر عن موزاييك هذا الشعب، ولكن الواقع الذي عاشته المرأة العراقية وماتزال يفرض عليها ومن خلال أحداث الحرب التي عاشها العراقيون في هذه المرحلة والتي انعكست كمرآةٍ على المجتمع العراقي هو ان المراة كانت فيها مسلوبة الإرادة تعيش تحت حكم رجلٍ مستبد حاكم ضمن مجتمعٍ مشتت، وقيم عيش متناقضة حيث تحول فيها الحب الذي هو أسمى جوانب الحياة لمجرد غريزة بحاجة للإشباع بين ذكرٍ وأنثى متناسين المعنى الحقيقي لهذه العلاقة وأن التكاثر والمولود الجديد يحتاجان لمقومات الحياة، وحماية النفس، ليصبح إنساناً حراَ. هذا الواقع لم يكن مفروضاً على العراقيين فقط لأن المجتمع العراقي جزء من منظومة عالمية تكون فيه المرأة إما سلعة رأسمالية في أسواق التجارة والدعاية، أو آلة للإنجاب أمٌ خُلقت لخدمة الرجل وإسعاده كونها أنثى وفي نفس الوقت يتعرض الشعب للتدمير اليومي، متأثراً بحالة الإنحلال والإنصهار التي كان يعيشها المجتمع العراقي في ظل دولةٍ قومية وتحت كل تأثيرات الحداثة، وجذب الأفراد والمجتمع للعيش في المدن متأثراَ بالثقافة المزيفة المنتشرة في المدن كسرطانٍ ينتشر بين المجتمع، والتي كانت السبب الرئيسي في إبعاد المواطن عن التفكير، بجمال الحياة وديمومتها وإغوائه بما هو لامعٌ وبراق دون ان يُدرك أن هذا الواقع الذي عشناه كعراقيون كان السبب الرئيسي لأن يحترق الوطن بالقنابل والطيران والغارات، وتُسحق تحت أقدام كلِّ من له مآرب من المحتلين للأرض العراقية.

إلا أن حسابات كل من حاول اللعب بإرادة الشعب العراقي للنيل منه أرضاً وشعباً بدأت تتلاشى يوماً بعد يوم.

 العلاقة المرأة بالرجل هي علاقة الحب والعشق للوطن، لتصبح ثورة المرأة نحو وطنٍ حر علاقة مفعمة بروح المحبة ضمن أخلاق مجتمعية تعيد الشكل الطبيعي للمرأة في المجتمع العراقي والتي بدأت تنعكس على عراق الوطن كاملةَ دون إنكارٍ و إقصاء لأحد ضمن علاقاتٍ بعيدة عن أسلوب العلاقات السطحية الرخيصة، والتي كانت السبب سابقاً في التهميش والبعد الإجتماعي الذي أوصل المجتمع العراقي  لواقع مؤلم  مما يرتب على العراقيين التفكير بحكمة وعمق والبحث عن الأسباب لإيجاد الحلول ألا وهي المراة، فالمرأة الحرة تعني الوطن الحر ولا حرية لوطن مجتمعه مستعبد.

فتجربة المراة في ثورة العالم، والتي أصبحت مثالاً لكل النساء العراقيات للعمل بها وعليها كونها حقيقة الوطن والمواطنة والوطنية حيث ان المرأة رأت نفسها الأساس في تثوير المجتمع نحو التغيير ضمن أخلاق لابد ان تُقاس حتى تكون الرد على كل متآمرٍ ومحتلٍ للأرض والفكر. وإن تراءى للأذهان السؤال لِمَ المرأة؟ عليهم معرفة أن قيم الحب والجمال والحرية لايمكن أن تُعاش في وطن تعيش فيه المرأة في ظل العبودية، وبالتالي لايمكن أن نقول عن مجتمع أنه حر ونصفه مستعبد، ومن جهة أخرى، كون المرأة هي الركيزة الأساسية في المجتمع والمحرك الأساسي له نحو التغيير وتحقيق الحب والحرية بأسمى أشكالها، فأنها وبذلك تكون قد خطت الخطوات الثابتة نحو العائلة النموذجية لذا نظمت المرأة نفسها منذ بداية الأزمة ووضعت طموحاتها وتطلعاتها بعين الإعتبار، وبدأت تبني ارتباطات قوية لتحقق ذلك. فبدأت بعلاقة العشق بين المراة والوطن وصولاً للعائلة النموذجية لتكون المثال لشكل المجتمع في وطنٍ حر والتي أصبحت الخطوة الأساسية، لبناء مجتمع أخلاقي سياسي ايكولوجي.

بروح المسؤولية انطلقت المرأة لتحيي إنانا وعشتار بروحٍ مفعمة بحب الوطن والحياة. نظمت نفسها في كافة المجالات: السياسية والإجتماعية ووضع الخطوات الأولى في الإقتصاد المجتمعي، على مبدأ أن المجتمع المنظم هو المجتمع الحر.

خرجت المرأة من رحم الثورة لتبشر بمخاض مجتمعٍ جديد فوحدت آمال المكونات لتعلن أن الحياة التشاركية التي عبرت عنها المراة بوجودها في صنع القرار ضمن جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة ستكون المثال لحياة تشاركية في المجتمع وأن أخوة الشعوب والأخلاق المجتمعية هي الأساس في التعددية نحو حل الأزمة العراقية في وطنٍ ديمقراطيٍ لامركزي حر.

بالإدارات التشاركية وبريادة المرأة ذات الفكر الحر، فأنها أعطت المعنى للشكل الطبيعي للمجتمعات المتعايشة مع بعضها البعض، ورغم ان هذا النموذج يتعارض مع النظام السلطوي، ولكن لم يستطع أحد ان يحد من مقاومة المرأة وإصرارها. والآن وبأكثر جرأة وتصميم فالمرأة في العراق تلك المرأة التي تحدت العوائق وانتصرت على الإرهاب “مثلما حصل في امرلي وسنجار”الخ، تُصر على تجاوز المحنة، التي تواجهها البشرية جمعاء ألا وهي كورونا. فبالتنظيم والمحبة والإصرار والمقاومة تعمل المرأة لتثبت للعالم أنها ستتجاوز جميع الأزمات والمحن بسلام وستعود كل امرأة عراقية إلى بيتها وموطنها، وستندمل جراحاتنا، لنبدأ حياتنا من جديد، وبإرادة المرأة الحرة، ومطلبها في العيش بكرامة سنحقق مانتمناه. حينها نثبت للعالم أجمع أن المرأة هي الوطن، الأمة، وهي الحياة، وأن من تعرف كيف تعيش وكيف تتحرر؟ جديرة بأن تعيش في وطنٍ حر، وطنِ تعددي ديمقراطيٍّ لامركزي، في مجتمع أخلاقي سياسي نحو تحقيق مشروع المجتمع الديمقراطي.

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى