المقالاتشؤون المرأة

المراة صانعة الحياة

اسعد العبادي

ان ماحصل ويحصل للعراق وشعبه من ضروب التدمير الممنهج في كافة مناحي الحياة السياسية والاقتصادية يثير فينا مكامن الوجع والالم والغصة ولكن الاكثر ايلاما والذي يكاد معه المرء ان يجن او يفقد صوابه هو ذلك الاستهداف المتعمد للمراة التي هي المحور الذي تدور في فلكه منظومتنا القيمية والاخلاقية وذلك من خلال العبث بقدسيتها وعظمة وجدودها وطبيعة وظائفها المتمثله في تكوينها الفذ والعجيب.. فقد درجت في السنوات الاخيرة وسائل اعلام مأجورة ومشبوهه  واعلاميون منحطون يستعرضون وبدون حياء او وازع من ضمير لقاءاتهم مع بعض المنحطات من النساء والرجال على حد سواء لتشويه صورة المراة والعبث بقدسيتها.

المراة تلك المخلوقة التي تفردت بمهام العناية بالخلق والتكوين الاول من الرعاية والاحتضان.. فأضحت منذ الازل سببا لصيرورة الانسان وسر تفوقه على ما سواه من المخلوقات.. فهي صانعة الحياة بحق وهي المدرسة الام والمعلم الاول الذي وهبت الحياة الانسانية بهجتها وقيم الجمال فيها والعظمة والتفوق حتى اصبحت الطبيعة طوع بنانها.. فالمراة علمتنا كيف نروض تلك الطبيعة فنحرث الارض ونزرعها وشق السواقي والترع بعد ان اخترعت المحراث والعجلة واكتشفت النار حتى سميت تلك الحقبة بعصر الامومة حيث حلقت المراة في فضاءات تلك الحقبة الواسعة كفراشة حرة وكامتداد للعصر الذي سبقة وهو عصر الاله الام (عشتار). نقول: لمصلحة من هذا التكالب والتهافت الرخيص من قبل الاعلام المنحط والسافل الذي يستهدف المراة ويتنكر لدورها العظيم الذي كانت فيه الريادة لها وهي تقود عصر النهضة والحداثة والتجديد في الوطن العربي والعالم الاسلامي ليشوه عالمها الرائع والجميل… عالم الحرية والشعر والاداب والفنون والعلوم الانسانية والتقنية التي برعت فيها نسائنا من مربيات فاضلات واستاذات في الجامعة ومدرسات ومعلمات، عاملات، وموظفات كفوئات استطعن ان ينهضن بمهام مؤسسات الدولة منذ تاسيسها حتى اصبحن يحتلن المراكز المرموقة فيها.

المراة هذا العالم المقدس الجميل عالم المحبة والامومة وسر توازن المجتمعات الحية واستمرار دفق الحياة الرائع فيها والتي كانت وما زالت هي الرائدة والمؤسس والراعي لمن الهمتهم الطبيعة ومنحتهم المواهب العظيمة ليزينوا صورتها يوما بعد يوم.

ايها الاخوة والاخوات ان المؤلم حقا هو صمت الدولة بمؤسساتها التشريعية والتنفيذية والقصائية ازاء ما يحصل من حملات التشوية التي تطال المراة ممثلة بسيداتنا الجليلات وبناتنا الواعدات بالامل … انه لمؤلم حد الوجع ان نرى المراة الحرة والشجاعة والمقاومة عاجزة عن ان تقود الحياة من جديد امام هذا المد والطوفان الهائل من الفواحش والرذائل التي تطالعنا بها وسائل الاعلام المأجور من اجل الربح الرخيص،  وهي تستعرض لنا بائعات الهوى وبنات الليل ومن يسوق لنا عالمهن القذر على يد من باعوا قيمهم الاخلاقية والوطنية من عبيد المال في محاكاة منهم لاساليب الحداثة الراسمالية التي سلعت المراة وامتهنتها كوسيلة للربح الاعظم على حساب القيم الانسانية وتشويه طبيعتها الخلابة والعظيمة وليس اخرا فنحن ندعو الى تجريم الاساءة لتلك القامة العظيمة التي اصبح الحفاظ عليها والدفاع عنها واجبا اخلاقيا ووطنيا لكي ننهض بمجتمعنا الديمقراطي والاخلاقي الذي يجب ان يكون للمراة فيه الدور الريادي والقيادي والطليعي.

اسعد العبادي

جبهة النضال الديمقراطي

 

 

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى