المقالات

احتكار العلم في راهننا الحالي

العلم ويتدفق و يزداد توسعا في كل يوم ، كل ساعة دونما توقف .كل هذا نتيجة قدرة الانسان على الخلق والابتكار ، و الابداع . مما ادى الى وصوله وارتفاعه لمكانة مرموقة و رفيعة على المستوى المدني و الحضاري . لكن  الاسئلة التي تتطب الايجابة عليها هي :هل الانسانية جمعاء تتمتع بحق الاستفادة من العلم بنفس المقدار ؟ وهل يشكل العلم خطرا على الانسانية ؟ و من اي ناحية ؟ هل يحتاج العلم الى مبادئ في منهاج استخدامه ؟

اذا ما رجعنا الى مراحل التاريخ الغابرة ، سنجد ان سياسة الاحتكار كانت تسير من قبل طبقة التجار و الحكام في المجتمع حيث انهم كانو يحتكرون المواد الغذائية و البضائع الصناعية ، ثم يبيعونها باسعار باهظة ، وقت عدم توفرها في الاسواق . اما الان فقد توسعت هذه السياسة اكثر مما نتصور ، فقد وصلت الى درجة تقوم فيها بعض الدول الغربية مثل  امريكاو الصين و اليابان و غيرها باحتكار العلوم و التقنية و عدم تصديرها الى الدول الاخرى الا بكميات قليلة و متاخرة . و تقوم بتصدير اكبر تجارة من خلالها و ذلك ببيع العلوم و التكنولوجية الى الدول النامية باسعار خيالية ، و تصدر هذه السياسة بشكل خاص تجاه الدول الشرقية . لقد لعب الشرق الاوسط دوره كمهد للحضارة في التاريخ فهو يعتبر مهد الحضارات الغربية ، و هو الان يمد يده الى الدول الغربية كالمتسول الذي يبحث عن كسرة خبز يابسة .

هناك بعض الادوية التي اكتشفت لبعض الامراض المستعصية ، كمرض الايدز مثلا وكثير من الامثله التي من المفروض ان تستخدم لمعالجة و خلاص الانسانية الا اننا نجد دول مثل امريكا تحتكرها لنفسها و تتاجر بها الى جانب العديد من الاجهزة التكنولوجية المتطورة التي نسمع عنها في وسائل الاعلام الا اننا لا نصل اليها الا بعد سنوات طويلة بالاضافة الى منع التعليم على كيفية تصنيعها . و للاسف الشديداننا نجد تسويق هذه السياسة الى الدول الشرقية ايضا موجه تجاه شعبنا وهناك نسبة من المواطنين في كل  دولة من الدول الشرقية محرومة من حق التعليم  نتيجة الفقر المدقع ، او الفارق الذي نجده بين مناهج المدارس و الجامعات العامة و الخاصة  كل هذه ينتج من التحكم بالسياسة وضعتها تحت حاكميتها و وتقوم بتسويقها حسب مصالحها الخاصة.

  انننا نسمع كثيرا ان تطوير العلم و التكنولوجية اصبح بشكل خطرا على الانسان لان الحقيقة الواقعة التي تعرف بنفس الشكل واضح و صريح هي ان مصدر الخطر ليس العلم و التقنية بل هو الانسان نفسه او النظام الذي يستخدمه لاهدافه الشخصية و الغير انسانية العمل وفق الاخلاق التي نلتزم بها والمبادئ التي نسير عليها ينطبق على العلوم ايضا حيث ان لها اخلاق و قيم ترتبط بها و نهج انساني تسبر عليه لان جميع هذه العلوم ابدعت لخدمة الانسانية و الكون باكمله .

لقد اصيح الانسان نفسه يشكل خطرا على تفسه بعلاقاته الانانية مع العلم و القيم الاخلاقية التي يرتكز عليها العلم و عدم السير على النهج المبدئي الاخلاقي وهذا يحتم علينا و جود محاسبة هؤلاء الناس المخترقين للقوانين و ليس العلم كما يدعدون.  

 

 

  

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى