المقالات

تداعيات الصراعات الدولية على الداخل العراقي

اسعد العبادي

يبدو أن العراق يتجه تدريجيا نحو التحول إلى بؤرة للصراعات الإقليمية والدولية تلك الصراعات التي تتزايد ارتداداتها يوما بعد يوم بشكل كبير في منطقة الشرق الاوسط . وسط دعوات خجولة لاتعبر عن موقف سياسي عام قادر على توحيد خطاب وطني جامع للحكومة أو البرلمان ، والقوى السياسية مع منظمات المجتمع المدني . فضلا عن الفعاليات الوطنية الأخرى ، وذلك للناي  بالبلاد نه عن ان تكون مسرحاً لتصفية الحسابات بين القوى العظمى أو دول الإقليم المتحالفة مع تلك القوى .

أن الاصوات المنبعثة من هنا او هناك مازالت ( على قلتها) تحذر من جرّ العراق إلى مستنقع الصراعات الدولية . وخصوصا الاقليمية منها كونها ذات تأثير مباشر في تكبيل وتقييد عمل الحكومة ، مع وجود قوى محلية تسوغ وتتفاعل مع تدخلات دول الإقليم لمصالح ضيقة ، وهو الأمر الذي ينطوي على خطر داهم يهدد وحدة وسيادة العراق وينذر بعواقب وخيمة .

ان الحكومة  تبذل الان جهودا لاترتقي إلى مستوى الأداء المطلوب . لكي تنأى بالعراق عن الانخراط في صراعات المنطقة . وهي تدرك بأن التفاعل مع التطورات الجارية فيها سيؤثر بشكل مباشر على الوضع في داخل البلاد.

وعلى هذا فاني ارى  بأن الفاعل السياسي الممسك بالسلطة وإدارة مؤسسات الدولة في العراق يقع تحت تأثيرات أطراف إقليمية ودولية تكبل وتقيد إرادته السياسية وقراره السيادي . ما يجعل العراق بالنتيجة مسرحاً لتصفية الحسابات بين الدول ويفتح شهية دول الجوار الإقليمي للتدخل المباشر ، وقد تجلى ذلك على سبيل المثال لا الحصر في الاحتلال العسكري التركي لمساحات واسعة من التراب العراقي، بالرغم من محاولات الحكومة ان تنأى بنفسها عن سياسة المحاور لتجنب دفع ثمن الصراعات السياسية الدولية الا أن التدخل في الشأن العراقي من قبل دول الجوار أصبح واقعا دراماتيكيا ومربكا للعراق. مما يحتم توحيد خطاب وطني عام يعبر عن الهوية الوطنية ويقوم على أساس الدفاع عن سيادة البلاد واستقلال قرارها السياسي والسيادي .

لايختلف اثنان على ان العراق جزء لا يتجزأ من المنطقة، باعتباره دولة مفصلية واستراتيجية وفيها الكثير من المصالح المشتركة مع الدول، لذلك على العراق أن يتخذ قراره بنفسه بعيداً عن الضغوطات والاحتلالات.

أن الحدث الأبرز كان يتمثل في عملية طوفان الأقصى في السابع من اكتوبر  التي ألقت بظلالها على طبيعة العلاقة بين العراق وامريكا ، وخلقت الإشكالية والشرخ في الشرق الاوسط ، وما نجم عن ذلك من تداعيات يدفع ثمنها العراق اليوم .

 من هنا يأتي دور الإدارة السياسية الحكيمة لشؤون الدولة العراقية الاتحادية للخروج بأقل الخسائر .

 

 

علي ابراهيم

عضو لجنة الاعلام في جبهة النضال الديمقراطي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى