اقول بأن للثقافة أثر كبير على المجتمعات المختلفة عرقيا، دينيا ، واثنيا.
فمن خلال التعبير الثقافي تعكس الثقافة قيم ومعتقدات المجتمع بكل مكوناته المختلفة، وتساهم في تشكيل هوية المجتمع الجامعة للتنوع الوطني. حيث يعبر الأفراد في المجتمع عن أنفسهم وهويتهم الثقافية من خلال اللغة والفنون والموسيقى والأزياء والعادات والتقاليد.
فالثقافة تؤثر أيضا في قيم ومعتقدات المجتمع العراقي بكل تنوعها وارثه التاريخي. هناك قيم مشتركة مثل العدل والحرية والمساواة، وهناك قيم مختلفة تمامًا في مجتمعات مختلفة منذ نشأتها.
لمؤسسات الدولة دور هام في ثقافة بعض المجتمعات .كذالك الاحزاب، منظمات المجتمع المدني والفعاليات الاجتماعية، والعائلة .
تؤثر الثقافة كذلك في السلوك الاجتماعي للأفراد والمجتمع بشكل عام. كما تؤثر القيم والعادات والتقاليد في كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض ومع المجتمع بأكمله. بعض المجتمعات تشجع على العمل الجماعي التشاركي وتكافؤ الفرص، بينما قد تشجع أخرى على التفرد وتمييز الفئات الاجتماعية، وهنا مكمن الخطر …!!!.
تؤثر الثقافة في التطور الاقتصادي للمجتمع ، كما تؤثر القيم والمثل ،الاعراف ،التقاليد ، والممارسات الثقافية الرجعية في كيفية تطوير المنظومة الأخلاقية ، والاقتصاد في المجتمع.
نحن نشجع على ثقافة العمل الجماعي والتعاون الاقتصادي بين جميع المكونات بروح تشاركية وتضامنية، بينما ثقافات أخرى تشجع الربح الفردي والمنافسة غير العادلة ، واستثمار جهد الطبقة العاملة لتحقيق الربح الأعظم ، والاستئثار بقوت المجتمع ، وهو مانعمل على مواجهته باستمرار، ونعده امتدادا للثقافة الرأسمالية الاحتكارية.
تؤثر الثقافة في تحول وتطور المجتمعات. في حال كانت الثقافة موجهة لتغيير المفاهيم والمعرفة والتكنولوجيا، والممارسات والنشاطات الاجتماعية على أسس تشاركية ولخدمة الفرد والمجتمع خدمة عادلة. كذلك فان الثقافة تسمح بالتكيف مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية وتسهم في تنميتها وتطورها.
الخلاصة التي نريد أن نشير إليها أيها الإخوة والأخوات هي أن الثقافة هي عنصر أساسي في تشكيل المجتمعات المختلفة عرقيا، دينيا ، واثنيا ، وتأثيرها على الأفراد الاحرار ،والجماعات الحرة. سيكون حاسما في احترام الآخر المختلف على أساس المواطنة المتساوية والهوية الجامعة لكل الثقافات الوطنية .
فالثقافة في هذا الحال ستساهم في تحديد هوية المجتمع التعددية الوطنية ، وتوجه سلوكه الاجتماعي، وتطوره الاقتصادي.
